في كلّ تعبٍ
تنهانِى أمّى لو أضعُ يدِى على خدّى
أشعرُ بـ اسقرارٍ داخلىٍ يمنعنى من ارتكابِ أيةِ حماقَة في اغماضةٍ مثلاً
و يمنعنِى من التنفّسِ بعيداً
لكنّى كنتُ أستجيب .. و دعواتها تحفّنى .. رغم الألمْ !
(IMG:http://www11.0zz0.com/2009/03/13/21/501057340.jpg)
في كلّ مرةٍ
أشربُ الوقتَ و الانتظار و الانسحاب و الاختناق
حتّى ما عدتُ أشعرُ بشيءٍ من رئتِى
في كلّ يومٍ
أمدّ يدِى
و تعودُ بصراخٍ مضنٍ
كأنها للتو فقدتْ عزيزاً
و كأننّى لستُ للتوّ كنتُ ثكلَى بكلّ لحظةِ إجهاضْ !
في كلّ مساءٍ
يعمّ السكونُ على عينِى
و ينامُ الليلْ
و أرى غفوةَ الصباحِ تشرقُ بينَ يدىّ
و الفجرُ يضحكْ .. ينظرُ إلى صدرِى و لا يجدُ إلا محلّ تخميشهِ اليوميّ المعتادْ
يبْكِى كثيراً .. و يستأذننِى في الشمسْ
و حينَ ترَانِى .. ترحلُ عالياً حتّى لا تتنفس من الهواء الذي أتنفسه خوفاً أن يكون كلّ نورها مجرد نقطة ظلاام !
و ينتَهِى
و يجيءُ الأحمرُ بكلّ أشواقه و حنينهْ
لا جديد .. كـ الهدوء .. كـ السكون .. كـ الصمت القاتل
وجهٌ شاحبٌ في المرآة .. و جسدٌ منهك .. و روحٌ مهترئَة
و لا شيءَ إلا الوقتْ
الوقت و أنا .. و انا الوقت
في كلّ لحظةٍ
كنتُ أحرّكُ قيودَ التعبِ على أصابعِى
و أأمرها ألاّ تنطقْ ..
فـ كانتْ كلّ أوجاعها بارةً بِى !
في كلّ دقيقة ..
كنتُ أرى الطفولةَ الوردىّ شالها و هيَ تلتحفُ بأطرافِ ثوبىَ ذعراً ..
كنتُ أرى خصلاات شعرِى التى ما ملّ من مداعبتها الهواءْ
كنتُ أرى التفاحَ و الرمان و التوت .. و أُذيقُ السرير غرقاً بـ صهوةٍ لهفَى
كنتُ أرى المرأة التِى كبرتْ سريعاً
كنتُ أرى الأنثى التى نضجتْ بينَ يومٍ و ليلة ..
كنتُ أرى كلّ المخالبِ و كلّ الشفاهِ المتورّدةِ رغم السوادْ
كنتُ أرى كلّ هذا في تلك الدقيقة .. الآن أراه في ثانية تختفِى فجأة لتباغتنِى بألفِ ثانيةٍ كـ هىَ تماماً
و كأنها تنتشِى منّى نداءً .. صراخاً .. و سكونْ !
في كلّ حلمٍ ..
كـ أنّى أحملُ شيئاً على رأسِى
و المنايا تأكلُ من بقيّته الكثيرْ
و ترحلُ به إلى السماءْ .. !
يوسفُ يوسفْ ..
من يفسّرُ لِى هذِى الرؤيا .. علّ لو يبعد هذا الصمت البالى !
إنّى في كلّ غصةٍ
أشعرُ بـ رئتِى !
من يرفعُ عن خدّى يدِى !
\
في كلّ يومٍ
و كلّ دقيقةٍ
و كلّ لحظةٍ
و كلّ ثانيَة ..
كنتُ أراكَ وحدك
تنسفُ كلّ ما تبّقى في هذه الذاكرَة النائمة في ظلّ الاختناقْ !
أششششششششششششْ
الدوارُ الذي يدورُ في رأسي الآنْ .. يوجعنى جداً !
أتنفسُ اختناقاً !