هُنالكَ
في ذلكَ المكان
الذي لازالَ قلبي حينما يراهُ
ينزفُ .. من جديد
أ تذكره ؟
هُنالكَ
في ذلكَ المكانْ
حيثُ غضبتُ من عينايْ
فلم أستطع منعها من العَويل !
أ نسيته ؟
هُناكَ .. ذاكَ المكانْ
الذي بكت جراحي فيه
لازلتُ أذكره !
هناكَ .. عند تلك الزاوية
لازلتُ أذكر بأيّ لونٍ كانتْ هيَ
وبأيّ مظهرٍ تَمظهرتْ هيَ
وبأيّ ابتسامةٍ ابتسمتْ هيَ
مازلتُ أذكر عينكَ على أيّ عينٍ كانتْ هيَ
وأيُّ تعابيرٍ كُتبت على وجههـا ..
وأيُّ جرحٌ أصابني وانا من أمامي ؟ إنها هيَ ..
مازلتُ أذكرُ
بأيّ نبرةٍ كنتُ أتحدثُ وبأيّ عقلٍ كنتُ أفكرُ
وبأيّ قلمٍ كنتُ أكتبُ وبأيّ رجل كنت أُهرولُ
وأيّ عينٍ كانتْ سَتدْمعُ
مازلتُ لا أنسى
تلك الزاوية ..
مازلتُ لا أنسى
كَمْ دَقّ قلبي في تلكَ الثّانية
وكَم اتَسعَ بؤبؤ عَيني
وكَمْ قَسوتُ عَلى شِفاهيْ
مٍنْ هَول تلكَ الصّدمةِ الفانية !
مازلتُ لا أنسى
عدد خطواتكَ نحوي
وعددَ خُطواتيَ نحوكَ
وضُحْكةَ وَجْهِيْ كَانتْ بَاكِية
مَاذا أرَى ؟
من هذهِ هيَ ؟
وكيفَ لا تَبْكي
وهيَ تَرى تلكَ الكَارثة !
أحاولُ أنْ أنْسَى .. لازلتُ
ولكنّ نَظْرتها بَاتتْ هُنا
ولمَ لا ؟ فقدْ كَانتْ قَاتِلة !
هناكَ
ذلكَ المَكانْ
عندَ تِلكَ الزاوية
ماذا حَدَثْ؟
قَدْ كَانتْ هَائلة !